أعرب الدكتور خالد محمد يوسف العالي، أول قطري يعمل في الوكالة الأميركية للطيران والفضاء «ناسا»، عن فخره بأن يكون من نتاج وطنه الغالي قطر، مشيراً إلى أنه درس في مدارس قطر الحكومية، مما كان له الأثر الأكبر في تكوينه وانطلاقته للعالمية. وقال الدكتور العالي، في حوار أجرته معه مجلة «الشرطة معك»، التي تصدرها إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية، إنه بدأ من المدارس الحكومية عثمان بن عفان وقطر الإعدادية وأحمد بن حنبل الثانوية، وهذا ما يدعو للفخر، لافتاً إلى أنه لولا الدعم الذي تلقاه من الدولة لم يكن يلتحق بوكالة ناسا.
وتحدث العالم القطري عن فضل أسرته عليه، قائلاً إن والده كان يعمل مديراً بشركة كهرماء، وهو أول قطري يحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، ووالدته كانت تعمل بجامعة قطر في تخصص الفيزياء، كما أن جده صاحب أول ورشة لتصليح السيارات في قطر «كراج الشعب»، ووالده كان يعمل مع جده في الورشة قبل ابتعاثه إلى بريطانيا وأميركا للدراسة، مشيراً إلى أن عائلته كانت حريصة على تنمية اهتمامه بالعلم والهندسة والميكانيكا، وشراء طائرات الدرونز وتركيبها وشراء التلسكوب.
وأضاف: «كانت هذه هي البنية المتينة التي نضجت فيها في فترة السبعينيات والثمانينات، ثم حصلت على بعثة للولايات المتحدة في جامعة كلورادو في بولدر، وكنت أول من حصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية والطيران والفضاء في آن واحد من هذه الجامعة، كما حصلت على الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في وادي السيليكون، وهي من أفضل الجامعات في مجال التحكم الآلي الذكي بالأجهزة الإلكترونية، وحصلت منها على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية وهندسة الكهرباء في الفترة من 1988 إلى 1999».
وتابع قائلا: «بعد ذلك عدت إلى البلاد والتحقت بجامعة قطر وانتدبت إلى مؤسسة قطر لجلب روح الإبداع والابتكار من وادي السيلكيون إلى قطر، وهو المشروع الذي كنت مسؤولاً عنه في مؤسسة قطر في عام 2000، وعملت بالمؤسسة حتى عام 2003 منتدباً في مشروع واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا كمسؤول تنفيذي للمشروع، كما كنت عضواً في لجنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهو ما أكسبني خبرة جيدة». وأوضح الدكتور العالي أنه في أثناء العمل في مشروع واحة العلوم والتكنولوجيا، حصل على عرض من ناسا عام 2003، مشيراً إلى أنه كان شغوفاً بأن يكون رائد فضاء أو يعمل في الوكالة الأميركية، وهو ما تحقق بفضل الدعم الذي تلقاه من الدولة، حيث التحق بناسا لمدة 10 سنوات من 2003 حتى 2013، لعمل العديد من المشاريع والابتكارات والاختراعات.
وأشار إلى أنه كان من ضمن فريق يعمل على مشروع إنتاج روبوت يتحرك بدون توجيه ويرى ما تحت الأرض ويقوم برسم خريطة ثلاثية الأبعاد واضحة لما تحت الأرض إذا كانت هناك مياه أو معادن أو غيرها، كما كان يتم استخدامه كجهاز لرصد توقعات وقوع الزلازل، بالإضافة إلى استخدامه لحل جريمة قتل في إحدى الولايات.
ونوه الدكتور خالد العالي بأن علاقته العملية مع ناسا بدأت في أوائل التسعينيات، حيث كان المهندس الميكانيكي والمسؤول عن الأنظمة الكهربائية لإرسال مركبتين إلى الفضاء، ثم جاءه عرض من جامعة كاليفورنيا لإدارة مركز عالمي كبير في ناسا تبلغ قيمة المباني والمعدات بهذا المركز ما يزيد عن مليار دولار أميركي، ويضم أكثر من 150 من العباقرة والعلماء في العالم، فيما كانت الميزانية 330 مليون دولار أميركي، وهو مشروع للتحكم في الدرونز لدراسة علوم الأرض وتطوير أجهزة أبراج تحكم للطائرات، وكذلك دروع الحماية لسفن الفضاء العائدة إلى الأرض حتى لا تحترق بفعل دخولها الغلاف الجوي.
وأضاف أنه في عام 2005 أسس شركة لإنتاج تقنيات الدرونز وروبوت يرى ما تحت الأرض، وهو كان مطلوباً من عدد من المؤسسات العالمية مثل ناسا وجي بي إل ووزارة الدفاع الأميركية، وبالفعل بدأنا في إنتاج الروبوتات الذكية القادرة على البحث عن الأشياء وتنفيذ ما يطلب منها بشكل ذكي ودون تدخل بشري، وكذلك الدرونز الذكي الذي لا يحتاج إلى توجيه يدوي وإنما تتم برمجته لجمع المعلومات المطلوبة وبشكل ذكي.
وعن الأمن السيبراني وأمن المعلومات، أشار الدكتور خالد العالي إلى أن هناك أجهزة حالية لا تبحث فقط عن الاختراق المباشر، وإنما تستطيع معرفة أن هذا الشخص بالتحديد هو من يقوم بتمرير البيانات للجهات المعادية أو المخترقة حتى لو كان هذا الشخص عنده التصريح للتعامل مع هذه البيانات.
وأضاف أن الأجهزة الحديثة أيضاً تستطيع حماية المواكب وسط تجمع الجماهير فتستطيع السيطرة على مسافة معينة وتتمكن من معرفة ما يدور من محادثات، سواء حية أو على وسائل التواصل الاجتماعي ويتم تحليلها تلقائياً لتقدير هل هناك خطورة على الموكب أم لا، ويتم إطلاق الدرونز لمراقبة الموكب من فوق ومتابعة التحركات وجميع البيانات في هذا الأمر كعيون في السماء.
وأشار إلى أن هناك برامج تستطيع من خلالها تحليل لغة الجسد للأشخاص وفرزها إلى مجموعات وتحديد مدى عدوانيتهم أو مسالمتهم، كما يتم استخدامها في مكافحة غسل الأموال والتهريب والاحتيال من خلال التعاون مع البنوك والمصارف المركزية، ورصد توقعات وقوع الجرائم في مناطق وأوقات معينة وجمع المعلومات لتخفيف الازدحام المروري، ورصد توقعاته وتوقعات أماكن تجمعات المياه أثناء هطول الأمطار.
د. خالد العالي: حُبي للهندسة بدأ من ورشة جدي
by
Tags: