لم يكن مستغرباً أن تدخل جامعة قطر ضمن الـ «50» الأوائل، في تصنيف شنغهاي لأفضل «200» جامعة حول العالم، في مجال «هندسة الاتصالات»، باعتبار أن كلية الهندسة في الجامعة من الكليات الرائدة، التي تقدم فرصاً متميزة للتعليم المبتكر والبحث.
كونها تضم 7 أقسام أكاديمية، و9 برامج بكالوريوس، و8 برامج دراسات عليا، بالإضافة إلى حصولها على اعتماد أكاديمي لـ 7 من برامجها، بواسطة الوكالة الأميركية لاعتماد برامج الهندسة والتكنولوجيا «ABET»، مما يعني أن هناك اعترافاً دولياً بأن برامج الكلية تحافظ على المعايير العالمية.
ويعد تصنيف شنغهاي -الذي يصدر سنوياً منذ عام 2003م- من أقوى التصنيفات عالمياً، وذلك لأنه يعتمد على عدد من المعايير والمحددات لقياس أداء الجامعات، ومنها: عدد أعضاء هيئة التدريس، والميداليات التخصصية الأخرى بين أعضاء الهيئة التدريسية، وعدد البحوث المنشورة في دوريات معترف بها دولياً، خاصةً مجلتي «نايتشر»، و»ساينس»، وعدد المرات التي تتم فيها الإشارة المرجعية للأبحاث في الدوريات العلمية والمجلات المحكمة، فضلاً عن عدد الباحثين المعروفين بأدائهم المميز، ومستوى الأداء الأكاديمي قياساً إلى حجم الجامعة.
وما تجب الإشارة إليه هو أن جامعة قطر فتحت أمام الخريجين آفاقاً واسعة من العلوم والمعارف والمهارات، وزوّدت الوطن بما يحتاجه من كفاءات، تتولى مراكز مرموقة في جميع مواقع العمل بالدولة، فمنذ نشأتها في عام 1973 وحتى يومنا هذا، نجحت في تخريج طلاب وقادة أكفاء، قادرين على صنع مستقبل وطنهم وأمتهم، بحرصها على تقديم تعليم نوعي يواكب المعايير العالمية، بالإضافة إلى ملف بحثي يعتبر الأسرع نمواً في المنطقة، حيث تقدم الجامعة اليوم نحو «79» برنامجاً على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا.
الأمر الذي جعلها مؤهلة للحصول على العديد من برامج الاعتماد الأكاديمي، وشهادات الجودة العالمية «الأيزو»، وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على مستوى وكفاءة خريجي الجامعة، فقد حصلت جامعة قطر على المركز «349» في تصنيف «QS» العالمي للجامعات في نسخة 2018م، متقدمة بذلك «44» مرتبة عن العام الذي سبقه، ونالت بذلك المركز الرابع خليجياً، والخامس على مستوى العالم العربي، كما حصلت على المرتبة «37» من بين أحسن «50» جامعة يافعة في العالم بحسب التصنيف ذاته، هذا وقد أصبحت جامعة قطر من أحسن «500» جامعة على مستوى العالم بحسب تصنيف «Times Higher Education»، والسادسة من بين أحسن «15» جامعة عربية أيضاً بحسب «THE».
وتواصل جامعة قطر عاماً تلو الآخر خططها الطموحة لتطوير التعليم الجامعي، وهي تسهم إسهاماً كبيراً وفاعلاً في خدمة الوطن والمجتمع، بالشيء الجوهري والأساسي والأكثر فاعلية، ألا وهو العنصر البشري، لأن أية عملية تنموية سواء أكانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعنصر البشري، الذي سعت وما زالت تسعى جامعة قطر إلى تكريسه، من خلال ما تقدمه من تعليم، يرتقي بالطاقات الشابة والسواعد الواعدة، التي يمكن أن نصفها بأنها الثروة الحقيقية لأوطاننا، والتي لا تعادلها أية ثروة أخرى، لبناء الحاضر والمستقبل المنشود والمزدهر لنا ولأولادنا من بعدنا.

منارة علمية
by
Tags: