خبراء ومختصون لـ “الشرق”: إقامة المشاريع على الروض يهدد البيئة القطرية

دعا عدد من الخبراء والأكاديميين والمواطنين إلى ضرورة تجنب المساس بالروض المنتشرة في انحاء مختلفة من مناطق الدولة، وذلك حرصا منهم على تعزيز الحفاظ على البيئة البرية والموارد الطبيعية، في ضوء مقترح مشروع في منطقة أم قريبة ووداي الدحول، والذي تم على أثره انتقال عدد من الجرافات وكبائن العمال والموظفين في موقع بالقرب من بعض الروض الشمالية لبدء تنفيذ المشروع المزمع.

وأعربوا في لقاءات مع الشرق عن قلقهم الشديد واستيائهم من تسبب هذا المشروع في القضاء على موارد طبيعية نادرة وقيمة تاريخية وملاذ ومتنفس لأهل قطر، رغم الأهمية الاقتصادية الكبرى لهذا المشروع المتوقع، والذي سيشكل رافدا اقتصاديا مهما ويحقق الاكتفاء الذاتي للدولة ،إلا أن له العديد من الجوانب السلبية، والتي أبداها بعض المهتمين بالشأن البيئي خاصة وانه سيتسبب في قطع مساحات شاسعة من الروض، والتي لا يمكن تعويضها مرة أخرى.

وفي سبيل الخروج من تلك الاشكالية اقترح البعض إقامة المشروع في مناطق أخرى غير منبتة، خاصة وان هذه القطعة على حد قولهم تعد قطعة من قلوبهم.

وطالبوا الجهات المختصة بضرورة تفعيل قانون البيئة القطري، وإعادة النظر في المشروع من خلال اختيار منطقة أخرى، لإقامته على أرضتها بدلا من تدمير إرث الأجيال القادمة، مؤكدين على انه يوجد حاليا في جامعة قطر، اهتمام باستكشاف الخصائص الدوائية للنباتات البرية في قطر، وتقديم مقترح لإقامة صناعة دوائية منها.

عبد الله الخاطر: يجب مراعاة الموارد الطبيعية عند تنفيذ المشاريع

قال المهندس عبد الله الخاطر رئيس رابطة الشبهانة إن الروض تعتبر من أندر الموارد الطبيعية في قطر ،ولا يوجد مثيل لها في الجزيرة العربية قاطبة فهي نادرة ، لافتا إلى أن أي ضرر يلحق بها أو تدمير يصعب تعويضه ، حتى بعد مئات السنين ،فهي مرتبطة بتراث وتاريخ ووجدان أهل قطر .. وتابع قائلا : كلنا بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ،وقبله سمو الأمير الوالد حفظهما الله ،نسعى للمحافظة عليها لما تمثله من موارد طبيعية نادرة ،وقيمة تاريخية وتراث مرتبط بالماضي وبحياة الأجداد ،فهي تمثل تراثا ،وتاريخا وواجهة ثقافية تعبر عن قطر جغرافياً وتاريخياً وثقافيا ،وهي مهددة أساساً وجوديا لعدة عوامل منها التوسع العمراني والاقتصادي ،وعوامل البيئة والمناخ والتصحر والجفاف ،إضافة إلى ذلك فهي في هذا الموقع تشكل متنفسا للمواطنين والعامة يرتادونه في أوقات الربيع والشتاء.

وأشار إلى أنهم كأصحاب اختصاص بيئي ،قد قاموا في رابطة الشبهانة ،برفع تقرير لسعادة وزير البلدية والبيئة ،حول الاثر البيئي الداهم على الروض المذكورة ،فور علمنا بوجود مقترح لإقامة مشروع اقتصادي في منطقة أم قريبة ،وهذا الموقع المقترح يقوم على رقعة واسعة من الأرض المنبتة ١٣ مليون متر مربع ،تشمل روضا من أجمل روض تقع في قلب قطر بها سدر ،ومنبتة للعشب ومعروفة لأهل قطر.

وشدد على أهمية حماية الموارد البيئية واستدامتها ،وتسليمها للأجيال القادمة معافاة وسليمة ،لأنها الركيزة الرابعة لرؤية قطر 2030 ،الامر الذي يحتم علينا عند طرح أي مشروع اقتصادي ،مراعاة الموارد الطبيعية في قطر ،والحرص على ألا يؤدي تنفيذ هذه المشاريع ،الى استنزاف الموارد الطبيعية غير المتجددة ،فضلا عن الاسراف في المساحات كدولة محدودة الحجم ،وعدم حاجة إقامة مزارع الدواجن على اراض طينية وخصبة ،لإقامة المشروع عليها ،في الوقت الذي نستطيع الاستفادة من السباخ الشاسعة المساحات ،وغير المستغلة حتى الآن .

دعا إلى حماية البيئة وتجنب الأراضيً المنبتة.. محمد الخاطر:

نقترح 12 منطقة لإقامة المشاريع بعيداً عن الروض

قدم الوالد محمد بن عبد الله الخاطر، وغيره من بعض كبار السن من اهل قطر ومن ذوى الخبرة والدراية ببر قطر، 12 مقترحا لأماكن يمكن تنفيذ مثل هذه المشاريع بها، بعيدا عن الروض والأراضى المنبتة بالدولة، مثل مجمع الدواجن السابق، والذى لم يستغل منه إلا جزء يسير، وأيضا المنطقة الواقعة الى الشرق من طريق الشمال السريع شرقا، حتى طريق الخور الى محطة بترول الزبارة، شمالا وجنوبا حتى طريق الخور المتفرع من طريق الشمال السريع، مثلث واسع فيه عدة مناطق يمكن استغلالها منها المنطقة الواقعة ما بين جسرى 54 و59 إلى الشرق من طريق الشمال، والمنطقة الواقعة مباشرة الى الشمال من أم سوية، والمنطقة الواقعة الى شرق ام سوية، ومناطق واسعة حول مزارع “بلدنا” حاليا، كل هذا بالإضافة إلى المواقع الى الشرق من طريق الخور الى محطة بترول الزبارة، وأيضا سبخة مسيعيد، والمنطقة الواقعة الى جنوبى معيذر الوكير، والمنطقة الواقعة شمال وادى جلال مباشرتا وهى واسعة وغير منبتة، وسبخة ذرب بمنطقة دخان، سبخة عفجان بمنطقة دخان، منطقة ابوقليلة، قرب مجمع الحيوانات، ومنطقة ابوحصية، سبخة العريش.سبخة ام الزبد والمثلث الواقع بين خط الوكرة مسيعيد وخط ابو نخلة مسيعيد.

وأكد على أهمية العمل بالقاعدة الشرعية التى تقول “لا ضرر ولا ضرار” فمن الممكن أن يقام المشروع فى مواقع أخرى بحيث تتم الاستفادة منه دون إلحاق ضرر أو حجر على هذه الموارد البيئية الطبيعية، وتوجد الأراضى خالية، من حزوم وسباخ وأراضي بور غير منبتة وهى كثيرة فى قطر. والأفضل أن تكون مثل هذه المشروعات فى مكان واحد للاستفادة من المرافق العامة ولخفض التكاليف وتقليص استهلاك البيئة المنبتة وعدم إلحاق الضرر بها.

الروض تمثل متنفساً وملاذاً لأهل قطر.. د. خالد الخاطر:

نرجو إعادة النظر وتحديد موقع مناسب للمشروع

وجه الدكتور خالد الخاطر المتخصص فى السياسة النقدية، نداء عاجلا، للجهات المختصة، بضرورة التحرك ودرء الخطر الوشيك الذى يهدد البيئة القطرية، خاصة بعد وجود مقترح لإقامة مشروع فى منطقة أم قريبة ووادى الدحول بشمال قطر الأوسط، متسائلا عن سبب وجود وإحضار الجرافات إلى الموقع.. وتابع قائلا: الموقع المقترح يقوم على رقعة شاسعة من الأراضى المنبتة، تشمل روضا من أجمل الرياض التى تقع فى قلب قطر، بها سدر ومنبتة للعشب، ومعروفة لأهل قطر، مثل الغُّبية الغربية، أبو ثغيب، السليمى الغربي، الغُّبية الشرقية، وادى الدحول، قرى الخيل، معيذر الغبيات، المقرون الشرقي، المرخية الشمالية، وأم القبور، والمقرون الغربي، والمرخية الجنوبية، كل هذا بالإضافة إلى غيرها من الروض، ومسطحات كبيرة بحجم الروض ومسطحات خضراء، ووديان وقريان بها، أشجار سدر وسمر ومنبتة لأنواع العشب، وغيرها من نباتات البيئة البرية القطرية.

وأشار إلى أن هذه الروض تمثل متنفسا وملاذا لجميع أهل قطر، وتعد هذه المنطقة قطعة من قلوبنا ومن قلب كل قطرى يحب هذه الأرض الطيبة، خاصة وان رياض قطر تحفة البيئة القطرية، منوها إلى انه من شدة اهتمام الأجداد بها، أطلقوا على كل وحدة منها اسما خاصا بها سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وشدد على ضرورة المحافظة عليها، لأنها موجودة فى قلب بيئة صحراوية جافة قاسية المناخ ويتهددها التصحر، ولذلك نرجو من وزارة البلدية والبيئة درء هذا المشروع عن بيئتنا، وإعادة النظر فى موقعه لأنه غير مناسب، للكثير من الاعتبارات، ويتوجب نقله إلى موقع آخر تحقيقا للمصلحة العامة.

د. كلثم الغانم: الروض إرث طبيعي يجب المحافظة عليه

أكدت الدكتورة كلثم علي الغانم ،أستاذ علم الاجتماع مدير مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر،وأحد المؤسسين لرابطة الشبهانة البيئية أن هناك خطرا كبيرا على الروض ،خاصة مع تراجع الغطاء النباتي في قطر بسبب التمدد العمراني ،وشبكة الطرق ومشاريع البنية التحتية والمناطق الصناعية ،لافتة إلى أنه منذ بداية فترة التحديث في خمسينيات القرن العشرين ،تحولت كثير من الروض إلى مزارع خاصة ،ولم يتبق إلا أعداد قليلة ،وأشارت إلى أن وجود أيه مشاريع جديدة ،ينتج عنها تدمير وتعد على المتبقي من الروض ،سيؤدي إلى اختفاء هذا المورد النباتي الطبيعي ،وسيخل بالتوازن البيئي وينتج عنه أضرار من الصعب إصلاحها.

وبالنسبة للمشاريع الاقتصادية ،فأوضحت الغانم أن هناك مناطق بديلة يمكن إقامتها عليها ،لا تعد من المناطق الثرية بالغطاء النباتي مثل الأراضي السبخية ،والمناطق الجرداء غير المنبتة ،اما الروض التاريخي في دولتنا الحبيبة فهي إرث وكنز طبيعي تجب المحافظة عليها ،وكذلك الجريان المنبتة للشجيرات البرية ،التي في الحقيقة ذات أهمية كبيرة سواء كغطاء نباتي أيضا لخصائصها الرعوية والدوائية.

راشد النعيمي: نطالب بحماية البيئة البرية

طالب راشد محمد غانم النعيمي، بضرورة احترام وتفعيل قرارات وقوانين البيئة، والعمل على حماية البر القطري والروض، فهي إرث يجب المحافظة عليه، للأجيال القادمة، مشيرا الى أن أي ضرر يلحق بهذه الروض يصعب تعويضه، حتى بعد مئات السنين.. وتابع قائلا: عندما أصدرت البيئة قرارات بمنع رعي الأبل والماعز في الروض حرصا عليها، التزم جميع أصحاب الحلال، وجميع المواطنين التزموا وتعهدوا بالمحافظة عليها للأجيال القادمة، حتى هذه اللحظة، فكيف يتم التفريط بها بهذه السهولة.

وأشار إلى ان جميع المواطنين مع دعم المشروعات الاقتصادية وغيرها، ولسنا ضدها، ولكن لا يجب أن يتم تنفيذ وإقامة هذه المشروعات في الروض، التي هي ملاذ للعائلات والحيوانات والطيور، ولها العديد من الفوائد الجمة.

هلال المهندي: نطالب بتفعيل قانون البيئة لحماية الروض

قال المواطن هلال المهندي إن الروض حدائق طبيعية ،ومتنفس وامتداد بيئي وتاريخي في وجدان اهل قطر ،معربا عن قلقه الشديد ،بعد رؤية تواجد الجرافات بالقرب من الروض الشمالية ،كذلك تم وضع علامات حمراء داخل الروض. وتابع قائلا: تحدثنا مع صاحب المشروع والذي اكد لنا أنه يوجد لديه تصريح من وزارة البلدية والبيئة ولكننا مازلنا ننتظر الرد الرسمي من الوزارة ،خاصة وان احد العاملين قد أخبر المخيمين في تلك المنطقة ،بأنه سيتم إخراجهم قريبا ،الامر الذي زاد من قلقنا ،خاصة وان الروض المنطقة الشمالية ،احد اهم المتنفسات للعوائل القطرية وللمخيمين ،الذي يبحثون عن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والخضرة التي توجد بندرة في قطر .

وتساءل المواطن ما فائدة قوانين البيئة ،إذا لم تحافظ عليها ،ولماذا توجد الجرافات بالقرب من الروض ،وطالب الجهات المختصة بضرورة إعادة النظر في اختيار اماكن اخرى مناسبة لإقامة المشاريع عليها.

ناصر الشهواني: نحتاج وقفة من المسؤولين للاستجابة لمطالبنا

قال ناصر محمد العرابيد الشهواني إن الروض هي المتنفس والملاذ لجميع أهل قطر ،وتحتوي على أنواع نادرة من الشجار والأعشاب مثل السدر والسمر وغيرها ،لافتا إلى أن التجريف الناجم عن المشاريع سوف يقضي عليها ،ويحرم الكثير من العائلات التي تذهب إليها ،والمخيمين أيضا ،وخاصة مع تحسن الطقس ،وأيضا بعد هطول الأمطار ،يحرص العديد من العائلات على الذهاب إليها والاستمتاع بالمناظر الطبيعية .

وأشار إلى ان جميع المواطنين يحرصون على المحافظة عليها ،ويلتزمون بقرارات وقوانين البيئة بمنع الرعي الجائر فيها ،مشيرا إلى أننا نحتاج وقفة من المسؤولين ،والاستجابة لمطالبنا ،وإعادة النظر فيها ،قبل تعريض البر القطري للخطر والقضاء عليه .

حمد المهندي: يجب تشكيل لجنة مختصة لاختيار المواقع المناسبة للمشاريع

أكد المواطن حمد احمد المهندي، أن الروض التي تقع في المنطقة الشمالية، تستقطب جميع أهل قطر، لأنها من أجمل الروض الموجودة، لذلك فإن العائلات تفضل الذهاب والاستمتاع بحلاوة الطقس وجمال الطبيعية فيها، لافتا إلى انه قد شعر بالقلق إزاء رؤيته للجرافات الموجودة بالقرب من الروض، وبعد معرفة المشروع المتوقع إقامته على هذه الأرض، وقال إن هناك الكثير من الأراضي المتصحرة التي يمكن الاستفادة منها، لافتا إلى أن الحكومة الرشيدة لم تقصر في دعم المشاريع والمحافظة على الروض، حتى إنه يمنع رعي الأبل منذ سنوات طويلة بها، لإعطائها فرصة للتشجير، ولكن ما يحدث يقضي عليها، وطالب بضرورة تشكيل لجنة من وزارة البلدية والبيئة لاختيار المواقع المناسبة لإقامة المشاريع عليها، بدلا من الاختيار العشوائي.


Posted

in

by

Tags: