تحت رعاية سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة
وزير الطاقة والصناعة
تقدم الهندسة الخضراء أسلوباً مبتكراً ومتطوراً لتصميم المنتجات والمنشآت والعمليات بطريقة تقلص كمية التلوث التي ينتجها المصدر وترشد في استهلاك الطاقة، وتقلل من التعرض للتلوث والمخاطر المحتملة على صحة الإنسان والبيئة وتعتمد على الاستخدامات المحسنة للمادة والطاقة طوال دورة حياة المنتج والمنشآت والعمليات، دون التخلي عن الكفاءة الاقتصادية.
ولا يقتصر تطبيق الهندسة الخضراء على المباني فقط ولكنها تدخل في جميع عمليات التصنيع والإنشاءات والتركيبات والتجهيزات وعملية التدوير، علماً بأن جميع المدخلات والمخرجات هي آمنة وحميدة بطبيعتها، وتقلل من استنزاف الموارد الطبيعية بحلول هندسية تتجاوز التقنيات الحالية المهيمنة لتحقيق بيئة صحية مستدامة.
بإيجاز: يمكن تلخيص مفهوم «الهندسة الخضراء» على أنها استخدام آليات القياس وأدوات التحكم في تصميم وتطوير وتحسين المنتجات والتقنيات والمنشآت، لضمان الوصول الى مخرجات تكون صديقة للبيئة ومجدية اقتصاديا.
وأبدع المصممون والمهندسون في استعمال التطبيقات الهندسية والعلمية لخدمة البيئة وحمايتها في عدة مجالات من المشاريع ذات العلاقة، ومنها:
الهندسة الخضراء في قطاع الطاقة والصناعة:
تهتم العديد من دول العالم في موضوع الهندسة الخضراء وصولا الى التنمية المستدامة، للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، حيث أن الهندسة الخضراء في قطاع الطاقة والصناعة دخلت في عدة مجالات منها التدوير وصناعة البتروكيماويات وإنتاج الطاقة المتجددة وصناعة الكهرباء والغاز والنفط.
وتطبيق مبادئ الهندسة الخضراء سيؤدي الى تحسين البيئة وذلك في الحد من الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري وتحسين العمليات الإنتاجية والخدمية باستخدام التقنيات التكنولوجية والإدارية التي من شأنها استغلال الأسلوب الأمثل للموارد الطبيعية وعدم تلويث البيئة وإدارة العمليات الإنتاجية بطريقة تعزز التنمية المستدامة.
الهندسة الخضراء في قطاع المباني والإنشاءات:
الهندسة الخضراء مصطلح يصف تقنيات التصميم الواعي بيئياً في قطاع المباني والإنشاءات، حيث تقوم عملية تصميم المباني والإنشاءات، مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والمواد والموارد المؤثرة على البيئة.
وتجمع الهندسة الخضراء بين مجموعة واسعة من الممارسات والتقنيات، والمهارات اللازمة للحد من تأثيرات المباني والإنشاءات السلبية على صحة الإنسان. وحيث أن الهندسة الخضراء تؤكد على الاستفادة من الموارد المتجددة، على سبيل المثال استخدام الطاقة الشمسية والتقنيات الضوئية وتقنيات الهواء واستخدام النباتات والأشجار وإعادة تدوير المياه… وصولاً الى الاستدامة التي تحد من هدر الطاقة والمياه والمواد المستخدمة في العمليات الانشائية.
الهندسة الخضراء في قطاع الزراعة والمنتجات الغذائية:
بات العالم يواجه العديد من التحديات لضمان توفير الغذاء بسبب زيادة عدد السكان، مما يتطلب من الإنتاج الزراعي والإنتاج الغذائي استخدام أساليب أمثل وجديدة لتقود الإستدامة في هذا المجال وتوفير الغذاء الآمن والنظيف توازياً مع تحقيق المردود الإقتصادي.
والهندسة الخضراء تسعى الى تحقيق الاستدامة في مجال الزراعة والمنتجات الغذائية من خلال ابتكار نظم حديثة لتنمية التنوع البيئي والحفاظ على الأرض وجودة التربة وحسن استغلال الأراضي الزراعية، إضافة الى حسن إدارة مصادر المياه واستهلاكها وكفاءة وترشيد استهلاك الطاقة، مع مراعاة التغييرات المناخية.
الهندسة الخضراء في قطاع الاتصالات والمواصلات:
بات قطاع الاتصالات والمواصلات من أكثر القطاعات المستخدمة عند الأفراد، وحيث أن نظم المواصلات الحالية (الجوية والبحرية والبرية) التي تستخدم الطاقة وتؤدي الى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تضر بالبيئة وتلوث الهواء وتؤثر على صحة الانسان، كما أن استخدام نظم الاتصالات ومنتجاتها وصل الى أرقام قياسية ويستمر هذا القطاع في النمو مما يؤثر على البيئة وصحة الانسان.
وتعمل الهندسة الخضراء على وضع حلول وابتكارات للحد من التأثيرات السلبية في المجالين، من خلال استخدام منتجات ووسائل مرشدة للطاقة وتطوير تكنولوجيا حديثة صديقة للبيئة خلال عملية التشغيل.
الهندسة الخضراء في قطاع الرعاية الصحية:
يندرج تحت قطاع الرعاية الصحية عدة مجالات منها الموارد والبناء والتشغيل للمؤسسات الطبية الكبيرة والصغيرة التي تستخدم أحدث التكنولوجيات والأساليب الطبية المتطورة وصناعة الأدوية لرعاية صحة الانسان. ولكن أصبح قطاع الرعاية الصحية يولد مجموعة من النفايات التي أصبحت مصدر قلق على الصحة العامة.
ويأتي دور الهندسة الخضراء في تطوير حلول تعمل على الموازنة بين الصحة العامة والوقاية وبين ضمان البيئة النظيفة، وذلك باستخدام الموارد الطبيعية والتصاميم الهندسية والمعدات الطبية بطريقة صديقة للبيئة إضافة الى تدوير المواد للتقليل من النفايات الطبية.
الهندسة الخضراء في قطاع الاستثمارات والاستشارات:
مع انتشار مفهوم الهندسة الخضراء وصولا إلى الإستدامة في قطاعات مختلفة، تتجه الكثير من الشركات الإستشارية والمؤسسات المالية الى وضع خطط الإستثمار وتصميم وتنفيذ وإدارة المشاريع والكيانات الصناعية والاقتصادية، مع مراعاة البعد التنموي والبيئي، مما يتفق مع الرؤى الحديثة ومعايير الأداء للجودة وللهندسة الخضراء، ويعزز فرص التواصل والاستدامة بين الأطراف الأساسية لكل مشروع: الجهة المستثمرة والجهة التنفيذية والمستخدم/المستهلك.
إضافة الى التوجه خلال السنوات الماضية من قبل جهات عديدة الى الاستثمار في المباني والتكنولوجيا الخضراء والاستثمار في الشركات التي تتمتع بممارسات وخدمات مستدامة وصديقة للبيئة، على اعتبار أن استخدام التكنولوجيات النظيفة يزيد من إنتاجية الموارد وكفاءتها ويقلل من الأثر البيئي.
الأهداف:
- زيادة الوعي والتثقيف بالهندسة الخضراء في أوساط المجتمع.
- تشجيع القطاعات العاملة في قطر على القيام بمهمتها في بناء مستقبل مستدام.
- نشر أفضل المعايير والمواصفات المعتمدة في الهندسة الخضراء.
- عرض الإنجازات المهمة التي حققتها دولة قطر في مجالات الاستدامة والهندسة الخضراء.
تاريخ ومكان المؤتمر والمعرض:
التاريخ: 23/4/2018 و 24/4/2018
المكان: قاعة ريجنسي ـ المبنى 12 ـ كتارا