معرض صناعي كبير في قطر لتجاوز آثار الحصار



تحت رعاية أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني افتتحت اليوم بمعرض الدوحة للمعارض والمؤتمرات فعاليات معرض “صنع في قطر” بمشاركة 320 شركة مختلفة، في الوقت الذي أكد فيه القطاع الخاص دعم الحكومة له لتجاوز الحصار المفروض على قطر وآثاره الاقتصادية.

وشارك في المعرض 64 شركة من قطاع الصناعات البتروكيماوية و29 لصناعة الأثاث و55 في الصناعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى 138 شركة في الصناعات الغذائية.

وأكد رجال أعمال أن المشاركة القوية للقطاع الخاص تثبت فشل الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرينبالإضافة إلى مصر على قطر منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، منوهين بالدعم الكبير الذي قدمته الحكومة القطرية للقطاع الخاص.

وقال وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة إن معرض “صنع في قطر” يشكل فرصة مهمة للتعرف عن قرب على أبرز الصناعات المتنوعة في قطر، والتطور الاقتصادي الذي شهدته خلال الفترة الأخيرة، خصوصا في البضائع التي كانت الدولة تستوردها بشكل كبير من الدول المجاورة.

وأكد السادة أن الدولة ماضية في تقديم الدعم للقطاع الخاص، ولا سيما الصناعات الدوائية والمعرفية والغذائية، بالإضافة إلى بقية الصناعات التي تؤمن لقطر اكتفاء ذاتيا، منوها بجهود القطاع الخاص في الفترة التي تلت الحصار.

وحيا في رجال الأعمال الروح الوطنية التي جعلتهم يقومون بجهود جبارة من أجل كسر الحصار، والمساهمة في توطين الصناعات في مختلف المجالات، مما يؤكد على أن قطر عصية على الحصار، وأنها قادرة بفضل صناعاتها الوطنية على مواصلة مسيرتها التنموية.

بدوره، قال رئيس غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني إن معرض “صنع في قطر” يعتبر ملتقى صناعيا رائدا يجمع كافة الشركات والمصانع القطرية تحت مظلة واحدة، ويتيح فرصة للمصنعين للالتقاء بأصحاب الأعمال والمستثمرين للتعرف على الصناعات القطرية ونقاط قوتها وما يحتاجه السوق القطري من صناعات جديدة.

ونوه الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني بالدعم الكبير والاهتمام المتزايد الذي توليه الحكومة القطرية للمنتج الوطني، خصوصا في ظل الحصار، مؤكدا أن توطين الصناعات سيشكل قاعدة انطلاق نحو آفاق تصديرية واعدة ترتقي بحجم التجارة الخارجية لدولة قطر إقليميا ودوليا.

التصدي للحصار
وأوضح أن القطاع الخاص تصدى للحصار بشكل مدروس، حيث ركز رجال الأعمال على المنتجات التي يوجد بها نقص كبير واستوردوا حاجيات البلاد منها بموازاة العمل مباشرة على إنشاء مصانع لها تؤمن الاكتفاء الذاتي، وقد نجحت هذه الخطة بشكل جعل المستهلك ينتظر اكتفاء ذاتيا من المواد الأساسية في غضون أشهر قليلة.

ونبه رئيس الغرفة إلى أن الحصار لم يؤثر على الاقتصاد القطري، بل كان دافعا للصناعة القطرية لكي تتطور وتتوسع من أجل تلبية احتياجات السوق، وهذا ما يؤكده تميز المعرض هذا العام وحجم التمثيل التجاري الإقليمي والدولي للتعرف على الصناعة القطرية ونقلها إلى بلدان أخرى.

وفي تصريح للجزيرة نت قال الرئيس التنفيذي لشركة حصاد محمد السادة إن الشركة استطاعت منذ بداية الحصار أن تسد الفراغ الغذائي الناجم عن الحصار، حيث سخرت كافة إمكانياتها لسد الفجوة التي خلفها الحصار، خصوصا في المواد الغذائية كالخضراوات والحبوب والدواجن والأعلاف.

وأوضح أن حجم المشاركة في المعرض يثبت أن الاقتصاد القطري لم يتأثر وظل متماسكا بفضل التنسيق المحكم بين القطاعين العام والخاص، والسرعة المذهلة التي استطاع بها القطاع الخاص إيجاد بدائل لاستيراد المواد الأساسية التي تحتاجها الدولة.

أما الرئيس التنفيذي لشركة ودام عبد الرحمن الخيارين فقد أكد أن الحصار جاء في وقت أريد له أن يوجه ضربة موجعة للاقتصاد القطري، خصوصا أنه جاء في الأيام الأولى من شهر رمضان، لكن قدرة الشركات القطرية العابرة للحدود كانت له بالمرصاد.

فشركة ودام واصلت تزويد السوق القطري باللحوم الحمراء من مصادر مختلفة بمعدل مليون وأربعمئة ذبيحة خلال العام الحالي، وسترتفع قدرة الشركة على الإنتاج والاستيراد قريبا، خصوصا أن الحصار شكل دافعا للتوسع في مشاريع الشركة الداخلية والخارجية.

وأوضح الخيارين في تصريح للجزيرة نت أن الشركة أنشأت في جمهورية السودان مشروعا زراعيا وحيوانيا كبيرا ضاعف معدل إنتاج الأغنام والأبقار، ووصل عددها في المشروع إلى 25 ألف رأس في العام 2017، وسيبلغ العدد مئة ألف رأس في العام 2018، بالإضافة إلى إنتاج كميات معتبرة من الحبوب والعلف المركز والصمغ العربي.

اكتفاء ذاتي
وفي السياق ذاته، يقول المدير التنفيذي لمجموعة شركات بلدنا خالد الخياط إن الشركة ستؤمن اكتفاء ذاتيا من الألبان ومشتقاتها بحلول يونيو/حزيران 2018، خصوصا أن عدد رؤوس البقر سيبلغ 24 ألف بقرة عندما تصل سفينتان أبحرتا من الولايات المتحدة تحملان آلاف الأبقار.

وقال الخياط للجزيرة نت إن الشركة توفر حاليا 40% من احتياجات السوق من الألبان ومشتقاتها، لكن مع حلول شهر يونيو/حزيران القادم سيبلغ الإنتاج ذروته وسيتحقق الاكتفاء الذاتي، بحيث لا تكون قطر بحاجة إلى استيراد هذه المواد.

ولفت إلى أن العمل يجري على قدم وساق لتجهيز المباني والحظائر لاستيعاب 24 ألف رأس من الأبقار، وسينتهي العمل في هذه الإنشاءات مع نهاية يناير/كانون الثاني لنقول بعدها لدول الحصار إن حصار قطر ضرب من المستحيل.